بناء على طلب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، مدد مجلس الأمن الدولي لقوات "اليونيفل" المنتشرة في جنوب لبنان ولاية جديدة، ولم تتمكن اسرائيل والولايات المتحدة من ادخال تعديلات على مندرجات القرار 1701، الذي بموجبه انتشرت هذه القوات في شهر آب من العام 2006 في الجنوب.
وكانت تل أبيب قد استبقت جلسة التمديد بحملة انتقادات واسعة لـ"اليونيفل"، بحجة أنها تسمح لـ"حزب الله" بتخزين السلاح في نطاق انتشارها، الا أن الهدف من هذه الحملة كان توتير العلاقة بين "اليونيفل" من جهة والحزب وأهالي الجنوب من جهة ثانية، من خلال تبديل صلاحياتها وتوسيعها كقوة دولية وعاملاً من عوامل الاستقرار وحفظ السلام، لتشمل مراقبة تحركات حزب الله، الأمر الذي قد ينتج عنه توترات بين الجانبين.
في هذا السياق، أشار مصدر جنوبي، عبر "النشرة"، إلى أن إسرائيل تريد أن تعيد الأمور إلى يوم كانت بعض كتائب القوات الدولية تتجول في نطاق لا يسمح لها القرار 1701 به، لا سيما بين المنازل وتصوير التلال المشرفة على البلدات ذات الرمزية في الإنتماء للحزب، والتي تصدت لاسرائيل خلال عدوان العام 2006، كبلدة عيتا الشعب حيث كانت تقع الاشكالات بين "اليونيفل" والأهالي، وتتدخل بعدها مخابرات الجيش اللبناني لحل الأمور عبر اجتماعات تعقد بين الجانبين.
واذ اشاد المصدر بقول باسيل أن وجود "اليونيفل" ضرورة للحفاظ على السلام والاستقرار، أكد أن القوات الدولية ما تزال تمارس نشاطاتها الخدماتية والانمائية والبيئية والتربوية في القرى والبلدات الجنوبية كما كانت عليه قبل التمديد لها ولم تُغير مهامها.
من جانبها، أكدت مصادر على صلة بـ"اليونيفل"، عبر "النشرة"، على عمق علاقة الاحترام والصداقة المتبادلة بين القوات الدولية وسكان الجنوب، مشيرة إلى أننا "سنواصل مهامنا ضمن اطار بذلنا للجهود بغية إرساء السلام، والعمل الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية والسلطات اللبنانية، مع الإعتماد على أواصر الصداقة التي تربطنا بأهالي الجنوب".
ولفتت إلى أن جنود حفظ السلام في "اليونيفل" يتمتعون بقدر عالٍ من المهنية والاحتراف، ويحترمون العادات والتقاليد والقوانين المرعية الإجراء والنظام العام، ويحرصون على عدم التسبُّب بأي إزعاج لأهالي المنطقة، كاشفة أنه يخدم حالياً في "اليونيفيل" أكثر من 10.500 عسكري وحوالي 900 مدني، وكثيراً ما يعود العديد من قدامى المحاربين الذين خدموا في لبنان لرؤية التقدم الذي تحقق فيه إلى جانب المساهمة في الاقتصاد المحلي.
وأشارت المصادر إلى أن الكتيبة التي قدمت العدد الأكبر من الضحايا في الجنوب هي الكتيبة الاسبانية، 15 عنصراً بينهم 6 قتلوا في عبوة زُرعت تحت آلياتهم العسكرية في سهل الدردارة في الخيام، وتبنى التفجير حينها تنظيم "القاعدة" الارهابي، وقد أقيم نصبا تذكاريا تخليداً لذكراهم في القاعدة التي خدموا فيها في ابل السقي، كما أن البلدية سمّت الساحة باسم اسبانيا في البلدة، للدلالة على عمق المودة بين الكتيبة وبلدية ابل السقي.
بدوره، أوضح مصدر أمني، عبر "النشرة"، أن "اليونيفل" تسير دوريات مشتركة مع الجيش المولج حمايتها على الخط الأزرق، وأحياناً دوريات منفردة، تطبيقاً للقرار الدولي 1701، كما تساهم في عمليات ازالة الالغام على الخط الأزرق، ووضع العلامات المرئية عليه، وهي كانت نفذت أيضاً ورشة تدريب مشتركة مع الجيش مقابل البحر في الناقورة، وتدريبات أخرى مع قوى الأمن الداخلي حول السلامة العامة، ودربت عناصر من الدفاع المدني على الاسعافات الأولية ومكافحة الحرائق والكوارث الطبيعية، ونظمت حملات توعية لطلاب المدارس والسكان من الالغام والقنابل العنقودية الاسرائيلية، وغيرها من الأمور، بالإضافة إلى تنظيم سوق تقليدي في المقر العام للقطاع الشرقي في مرجعيون لتشجيع أعمال التجارة المحلية.